الصورة الذهنية لما تكون عليه الإدارة الإسلامية
كتبها الفقير إلى الله محمد علي العُمري تعريف الصورة الذهنية هي الصورة الفعلية التي
تتكون في أذهان الناس، وقد تتكون هذه الصورة من التجربة المباشرة أو غير المباشرة
وقد تكون عقلانية أو غير رشيدة وقد تعتمد على الأدلة والوثائق أو الإشاعات
والأقوال غير الموثقة، لكنها في النهاية تمثل واقعاً صادقاً بالنسبة لمن يحملونها
في رؤوسهم.
وإن التصور الذهني للإدارة في الإسلام ناتج عن اعتقادي وقناعتي هو بعدم
إمكانية الفصل بين الدين والحياة، فالإسلامُ هو دين وحياة. إنَّ منهجَ الإدارة
الإسلامية يُعَدُّ أرقى الأنظمة الإدارية في شمولها ومناسبتها للبشر وإن ما تشتمل
عليه عمليةُ الإدارة الإسلامية من خصائصَ ومزايا هي الطريق إلى النجاح والتقدم. وكل الفشل الإداري في المجتمعات الإسلامية
والمنظمات الإدارية في البلاد الإسلامية مرده إلى عدم الالتزام بالعقيدة
الإسلامية. وإن دستور الدولة الإسلامية مسمد من القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد
اشتملا على كثيرٍ من الآيات والأحاديث التي تُحدِّد المنهج الذي يَجِب أن تسير
عليه الإدارة.
والتأمل للإدارة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء والراشدين. حيث
كان الرسول فرداً واحداً، إلا أنه نجح في التأثير على الأفراد ثم الجماعات ثم
تكونت الأمة الإسلامية بتوفيق الله تعالى، وسار على نهجه الخلفاء الراشدين
والصحابة رضي الله عنهم
ويجب
على الإداري المسلم يحرص على نشر الإسلام في جميع بقاع الأرض، وأن يعم به جميع
البشر، ومما يؤسف له أننا نعيش متقوقعين على أنفسنا، والمفترض أن نحرص على
الانفتاح على حضارات العالم في إطار الشريعة الإسلامية، والعمل في نفس الوقت على
نشر مبادئ الإدارة الإسلامية بما يخدم تقدم الإنسانية.
ويتعيّنُ علينا -كمسلمين -العودة إلى الشريعة الإسلامية في جميع شؤون
حياتنا وتركيز على المفهوم الإجرائي والتطبيقي لهذا المفهوم،
وربطه بالنماذج والمواقف القيادية العملية للقادة.
ويلزم
الإداري المسلم التعامل مع مرؤوسيه على أساس الأخوة قبل أن يكونوا مرؤوسين.
ومن
المشاهد الجديرة بالتأمل ما نلاحظه عند المسجد الحرام عندما تكثر أعداد المصلين _
كما يحدثُ في ليلة السابع والعشرين من رمضان عندما تقام الصلاة، وفي ثواني قليلة
نشاهد من الدقة في التنظيم والانضباط، والتساوي في الصفوف؛ وهذا نابع من خصائص
ومميزات الشريعة في التنظيم الإداري. إن التأمل في الشريعة الإسلامية تعزز لدى
الإنسان قوة كامنة أو قدرة على تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى.
وذلك
يتأتى من التأثير العقدي وأثره في السلوك الإنساني. هذا يسمى المرتكز العقدي من
المرتكزات الإدارية في الإسلام الذي يُعدّ أساساً ومدخلاً لدراسة الإدارة
الإسلامية. وإن الإدارة في الإسلام تقام
على سبع مرتكزات العقدي، والمصدري، والمقاصدي، والمفاهيمي، والقيمي، والعناصري
والوظيفي
يأتي
المرتكز العقدي في قاعدة الهرم لأهميتها ولأن العمل لا بد أن يكون منطلقا منها،
ويجب على المسلم اتجاه العقيدة بوحدانية الله تعالى وتصدق النبي صلى الله عليه
وسلم تصديقا جازما لا يخالطها لا شك ولا ريب. وينبغي فهمها فهماً صحيحا وتفسيرها
تفسيراً صحيحاً. والتعبير عنها بالأسلوب الصحيح. ممارسة ما بها من توجيهات
بالأسلوب الصحيح وبالطريقة الكلية الشاملة المتكاملة النقية. ومفهوم العقيدة هو
وحدانية الله تعالى والخلافة في الأرض وحمل الأمانة ومنهج الإسلام القويم كمنطلق
للعملية الإدارية في الإسلام. يجب تفعيل وتأسيس العقيدة. العملية الإدارية
الإسلامية. وهناك كثير من المواقف الدالة على أهمية الجانب العقدي في السلوك سواء
في القرآن الكريم أو في السنة النبوية. ومن ذلك قصة صخرة الغار والثلاثة ....
الدالة على عظم أثر الدعاء.
ومن
أجدى وسائل وأساليب ترسيخ العقيدة (الحوار والإقناع)، ومن أمثلة ذلك قوله الله
تعالى في صفة إبراهيم﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي
الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ
قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ
اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ
سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾26 سورة البقرة
مفهوم
المرتكز العقدي معرفة وفهم العقيدة الإسلامية، وليس المقصود هو المعرفة التقليدية،
بل ترجمة هذا الفهم إلى تفعيل إجرائي في سلوكيات الأفراد، وأيضاً تستمد من القواعد الفقهية التي
تستعمل في الإدارة، مثل (لا ضرر ولا ضرار) وغيرها وكيفية توظيفها في
الإدارة). ومن ثم إصلاح أوضاع المجتمع
الإسلامي في جميع مجالات وميادين الحياة.
إن العقيدة متمثلة في كل ما يدور في فلك هذا
الكون الإيمان بعالم الغيب يثبت ويحفز فينا الجانب العقدي كل ما في الكون مما له
صلة بالجانب العقدي يمثل لنا نور في علم الإدارة حتى في ذواتنا. قال تعالى﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا
تُبْصِرُونَ ﴾آية رقم 21 سورة الذاريات فهم جزئية من جزئيات الجانب العقدي
الشامل والكامل كل منشط من مناشط الحياة يجب أن يكون مصدره ومحركه العقيدة
الإسلامية
العقيدة لها عنوان، ولها هدف، ولها موضوع، وولها سبيل إلى التحقيق.
موضوعها لا إله إلا الله هدفها الأعلى تحقيق
العبودية لله سبحانه وتعالى. يقول الله تعالى﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾أية رقم 56 سورة الذاريات وقوله تعالى.﴿
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ ﴾آية رقم 162 سورة الأنعام
موضوعها الأمة الإسلامية ومكونها الأساسي
الإنسان، وفي هذا المكون الأساسي جزئيتان لا تجتمعان أو تظهران إلا في العقيدة
الإسلامية، وهما: العبودية والسيادة. ومن ذلك قول الله تعالى﴿ وَعَدَ اللَّـهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي
الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ
أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ
ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾آية رقم 55 سورة النور
سبيل
تحقيقها: متمثّلة في كتاب الله عزّ وجل، وسنة نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم قد تركتكم على البيضاء
ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا
كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن
عبدا حبشيا، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد قال الشيخ الألباني صحيح
ثم
المرتكز المصدري -أي مصادر الشريعة الإسلامية القرآن الكريم والسنة النبويّة
المطهرة، والإجماع، والاجتهاد، والقياس، والاستحسان والمصالح المرسلة -حيث ينبغي
تفعيل هذه المصادر بطريقة إجرائية وعملية وليس نظرية، وتُترجم إلى حياة نابضة
بالحركة والسلوك الملموس في حياتنا.
ومما
يميز العقيدة ثبوت المصدر عبر الزمان وهذا دليل اعجاز للبشر يقول الله تعالى﴿
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ ﴾آية رقم 10 سورة
الحجر
ثم
المرتكز المقاصدي أي مقاصد الشريعة (الضروريات والحاجات والتحسينات) والتي لم
يُفهم كثرٌ منها بالطريقة الصحيحة في عصرنا الحاضر. تعريف المقاصد في الاصطلاح وهي
كما جاءت في مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى(1402هــ)
العدد 6: الغايات والأهداف والنتائج والمعاني التي أتت بها الشريعة الغراء،
وأثبتتها الأحكام الشرعية، وسعت إلى تحقيقها وإيجادها والوصول إليها في كل زمان
ومكان.
. ومن الأمثلة على وجودها في القرآن الكريم: قوله
تعالى﴿ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾آية
رقم 185 سورة البقرة. وقوله الله تعالى﴿. مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ
عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ
عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾آية رقم 6 سورة المائدة. وقول الله تعالى﴿. وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ
فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ... ﴾78
سورة الحج
المقاصد الخمسة وهي حفظ الدين والنفس والعقل
والعرض والمال هناك ثلاثة أقسام رئيسة لمقاصد الشريعة اعتبار المصالح التي جاءت
بحفظها، وهي الضروريات والحاجيات والتحسينات
ثم
المرتكز المفاهيمي أممية الهد إنسانية المقصد مبني على المرتكزات السابقة، فهي
عملية متراكمة وممتزجة بتناغم. عندما يسبح الذهن في هذا الكون الفسيح وهو يستهدي
بهدي كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فإنه يستنتج وحدة الخالق سبحانه ومنها قول الله تعالى ﴿ تُسَبِّحُ
لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ
إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ
كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ آية رقم 44
سورة الإسراء وقوله تعالى ﴿ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴾ آية6
رقم سورة الرحمن, وقول الله تعالى ﴿ ..غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ
مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ آية رقم 6 سورة التحريم إن
الله تعالى جعل لنا هدفاً واحداً يتفرع عنه عدد لا نهائي من الأهداف ,قال تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ ٥٦ سورة الذريات وهذا الهدف يمثل الرؤية
الواضحة في جميع شؤون حياتنا , وتنتظم وفق جميع أقوالنا وأفعالنا . إنسانية المقصد
إن أحكام الشريعة الإسلامية يُقصد بها جميع الناس المسلمين وغيرهم. قال تعالى﴿
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾آية رقم ٢٨ سورة سبأ، أممية الهدف قال
الله تعالى:﴿ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ﴾
أخوية
التوجه فالشريعة الإسلامية تدعو إلى زيادة الروابط إلى درجة الأخوة ... قال تعالى
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ﴿ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ
وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾آية رقم 10 سورة الحجرات. وقال
صلى الله عليه وسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه. جسدية المضمون: قال صلى
الله عليه وسلم: مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد،
إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى)) أخرجه
البخاري ومسلم.
وعليه
فإنه يلزم الإداري المسلم التعامل مع مرؤوسيه على أساس الأخوة قبل أن يكونوا
مرؤوسين. معيارية المقياس: أي في ضبط العلاقات؛ قال تعالى﴿ يَا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ۚ
إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾آية رقم ١٣سورة الحجرات تكاملية المبنى: أي
النظر إلى الكون والحياة والناس كوحدة متكاملة لا انفصام بينها، قال تعالى﴿
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ ﴾آية رقم 162 سورة الأنعام
والمفهوم
التكاملي الصحيح عن الحياة والكون والإنسان. فالإسلام يعطي تصورا واضحة للكون
والحياة
ثم المرتكز القيمي ويتضمن مجموع القيم العليا
والمبادئ المثلى في الشريعة الإسلامية مما يتعلق بالجانب الإداري؛ ومن ذلك﴿ لا
يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا .... ۚ ﴾286 سورة البقرة. وقوله
تعالى﴿. يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ...
﴾آية رقم 185 سورة البقرة ويقول الله تعالى﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ
يُسْرًا ﴾﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾آية رقم 5،6 من سورة الشرح إشارة
إلى قضية التيسير في العمل الإداري والبعد عن المركزية. وقيمة الكرامة واحترام
الإنسان يقول الله تعالى﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ... ﴾آية رقم
70سورة الإسراء وهناك قيم كثيرة منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر الأمانة
ــ الصبر ـ الشورى ـ الشكرــ العدل...
ثم
المرتكز العناصري ويشمل العناصر المكونة للعملية الإدارية وهي والإنسان والعمل
والمنظمة. والإسلام يجعل من تلك العناصر تعمل في وفاق وانسجام وتكامل بحيث لا
تخالف أمر الله تعالى الذي في مخالفته ضررا على الإنسانية بشكل عام بحيث يكون يحفظ
كرامة الإنسان ويعمل وفق شريعة الله ولا يكلف ما لا يطيق ومناقشة وتفسير العمل في
إطار الشريعة الإسلامية بحيث يكون عملاً شرعياً لا يناقضها المنظمة لا بد أن تكون
وفق الشريعة الإسلامية بحيث لا نسمح بإنشاء مصانع للخمر على سبيل المثال. لأنها
خرجت عن إطار الشريعة الإسلامية.
ثم
المرتكز الوظيفي ويشمل وظائف الإدارة من تخطيط وتنظيم، وتوجيه وتنسيق ورقابة. ....
وكل ما يتطرق إليه علم الإدارة من أنماط ومهارات. المرتكز: الوظيفي التخطيط.
التنظيم. التوجيه. التنسيق. التقويم أو الرقابة.
والإسلام يقسم تلك المرتكزات إلى مدخلات ويتكون
من ثلاثة مرتكزات وهي: المرتكز العقدي والمرتكز المصدري والمرتكز: المقاصدي.
والقسم الثاني العمليات: وتشمل مجموعة العمليات المختلفة لبلورة تصور عام للكينونة
التي تكون عليها الآمة الإسلامية. ثم القسم الثالث المخرجات وهي المرتكز المفاهيمي
والمرتكز: القيمي المرتكز: العناصري والمرتكز: الوظيفي.
التعرف على العملية الإجرائية في بلورة المرتكزات المتعلقة بالمدخلات عقدي
مقاصدي المصادري. وتحقيق دورها في تكوين مخرجات العملية الإدارية في الإدارة
الإسلامية المفاهيمي القيمي العناصري الوظيفي.
والتعرف على الكيفية التي تبلورت فيها مرتكزات المخرجات من خلال ما تم في
مدخلات العملية الإدارية وكيف اكتملت تلك المرتكزات وأصبحت نوراً للإدارة
الإسلامية وذلك من خلال التطرق للآتي: أ ـ مرحلة التكوين. ب ـ مرحلة التطبيق. ج ـ
مرحلة الانتشار تقوم فرديا أكثر منه جماعيا.
والتعرف على الطرق التي استفادت منها الحضارات المختلفة من إنجازات بعضها
البعض. والاستفادة من تلك الطرق في وضع تصور عام لنا للمضي قدماً للاستفادة مما هو
موجود في وضع الحضارات المختلفة حاضرها ومستقبلها في الوصول إلى إدارة إسلامية
تنبع من الإسلام.
والتعرف على الطريقة والأسلوب المناسبين للاستفادة من الأهداف السابقة لوضع
مرجعية عامة لممارسة إدارة إسلامية نعمل بها ونفيد بها بقية المجتمعات.
إن
التأمل والتمعن في القرآن الكريم والسنة المطهرة تعزز لدى الإنسان فهمه للعقيدة
الإسلامية، وتحوّل هذه العقيدة إلى قوة كامنة أو قدرة على تحقيق العبودية لله
سبحانه وتعالى.
من خلال
عرض مختصر عن المرتكزات الإدارية التي تبنى من خلالها الإدارة في الإسلام يتضح لكل
متأمل أن الفشل الإداري الذي يصيب المسلمين هو تقاعسهم وعدم أخذهم عن أسباب القوة
والمنعة التي تمدها الشريعة الغراء للناس كافة يقول الله تعالى﴿ وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾آية رقم ١٠٧ سورة الأنبياء.