الخميس، 27 أغسطس 2015

تصور مقترح لما يجب أن تكون عليه مقرر الإدارة في الإسلام




 الحمد لله العالمين , والصلاة السلام على أفضل الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين . 
     التصور المقترح لمقرر الإدارة في الإسلامية هي عبارة عن تخطيط مستقبلي مبني على تجربة مستفادة  وهدف هذه المادة إلى محاولة تقديم تصور من منظور إسلامي لعلم الإدارة. نظرياته وتطبيقاته معتمدا علي الأصول الإسلامية للإدارة من الكتاب الله  تعالى والسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم  والقياس وسيرة الخلفاء الراشدين وما تقدمهُ كتب التراث الإسلامي من نماذج فريدة في القيادة والتنظيم الإداري حيث أن الكثير من المفاهيم الإدارية الإسلامية قد اندثر لعوامل عدة إما لعدم التفعيل والتطبيق العملي لها أو الانقراض الكثير من تراثنا  كما أننا نهدف من خلال دراستنا أيضا إلى تفعيل الإدارة الحالية وتحويلها إلى إدارة إسلامية من خلال وضع تصور ومفهوم للإدارة الإسلامية  بحيث تستطيع أن تلامس أرض الواقع وأن تكون إدارة تجريبية واقعية تطبيقية منطقية وأن نبتعد في طرحنا عن الأسلوب التجريدي الذي لا يلامس الواقع ولعل الخطوات الإجرائية هي أهم أسلوب ومنهج نتبعه في سبيل تفعيل الإدارة في الإسلام أو بمعنى آخر يجب علينا تقنين العمل الإداري الإسلامي ووضعه في نقاط عملية نستطيع من خلالها أن نقول بأننا نستطيع من خلال هذه النقاط تطبيق الإدارة الإسلامية التطبيق الصحيح.
والمهم في دراستنا للإدارة في الإسلام ليس الإدارة في حد ذاتها بقدر ما هو دراسة كيفية تفعيل الإدارة في الإسلام تفعيلا واقعيا وتطبيقيا وإجرائيا.
 والتصور المستقبلي لهذ المقرر تحقيق الأهداف الاجرائية للمقرر وهي
1-بيان شمولية الإسلام لجميع شؤون الحياة ومتطلباتها مع ممارسة الاجتهاد المستنير
2-استعراض المحاولات التأصيلية التي تم طرحها في مجال العلوم الإنسانية.

3-الوصول إلى نموذج لتأصيل العملية الإدارية (تنظيرا وممارسة).
4-تطبيق النموذج التأصيلي المتفق عليه على الممارسات الإدارية الإسلامية في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين وخلفاء الأمة الإسلامية في عصورها الزاهية.
5-تفعيل العملية التأصيلية في واقع الحياة الإدارية في المجتمع الإسلامية من خلال ما تم التوصل بين مدرس المادة والطلاب (حلقة نقاش).
ويجب التركيز على الجانب التطبيقي وليس النظري . بمعنى نقل المقرر إلى الواقع المعاصر بسلبياته حتى يمكن الاستفادة من ذلك المقرر في تكوين الحلول وتذليل الصعاب. ويتأتى ذلك بربط المقرر الدراسي بمعالجة قضايا المجتمع وكذلك يجب ربط الطالب بمصادر المقرر ومتابعة التطورات الجديد في ذلك العلم , وتنمية قدرات الطالب في البحث العلمي ، وتسهيل للطالب الرجوع على المراجع.
والطريقة المناسبة أن يقوم الطالب بالتحضير والتلخيص والمشاركة الفعالة داخل المحاضرة ولو قدر لي بأن أقوم باقتراح لمن يدريس ذلك المقرر سوف اقترح عليه أن يقوم بالتركيز على توزيع الكتب الإدارية ومن ثم يقوم بتكليفهم بتلخيصها بحيث يكلف كل طالب بكتابين وأجعل زملائه يقومون بمناقشته حتى يكون هناك حراك داخل قاعة المحاضرات ويكون التلاقح الفكري وتبادل الإثراء المعلوماتي ويكون التقويم مستمر بحيث توضع آلية التقويم كالتالي البحوث ، والأسئلة المباشرة . وأيضا يستخدم الاختبار النهائي .
كتبتها الفقير لرحمة ربه محمد علي العُمري فإذا أصبت من الله تعالى وحده وإذا أخطأت فذلك جهد العبد المُقل وادعو الله أن يغفر لي

السبت، 13 يونيو 2015

الصورة الذهنية لما تكون عليه الإدارة الإسلامية

          

                                     
                                                        الصورة الذهنية لما تكون عليه الإدارة الإسلامية
كتبها الفقير إلى الله محمد علي العُمري تعريف الصورة الذهنية هي الصورة الفعلية التي تتكون في أذهان الناس، وقد تتكون هذه الصورة من التجربة المباشرة أو غير المباشرة وقد تكون عقلانية أو غير رشيدة وقد تعتمد على الأدلة والوثائق أو الإشاعات والأقوال غير الموثقة، لكنها في النهاية تمثل واقعاً صادقاً بالنسبة لمن يحملونها في رؤوسهم.
    وإن التصور الذهني للإدارة في الإسلام ناتج عن اعتقادي وقناعتي هو بعدم إمكانية الفصل بين الدين والحياة، فالإسلامُ هو دين وحياة. إنَّ منهجَ الإدارة الإسلامية يُعَدُّ أرقى الأنظمة الإدارية في شمولها ومناسبتها للبشر وإن ما تشتمل عليه عمليةُ الإدارة الإسلامية من خصائصَ ومزايا هي الطريق إلى النجاح والتقدم. وكل الفشل الإداري في المجتمعات الإسلامية والمنظمات الإدارية في البلاد الإسلامية مرده إلى عدم الالتزام بالعقيدة الإسلامية. وإن دستور الدولة الإسلامية مسمد من القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد اشتملا على كثيرٍ من الآيات والأحاديث التي تُحدِّد المنهج الذي يَجِب أن تسير عليه الإدارة.
     والتأمل للإدارة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء والراشدين. حيث كان الرسول فرداً واحداً، إلا أنه نجح في التأثير على الأفراد ثم الجماعات ثم تكونت الأمة الإسلامية بتوفيق الله تعالى، وسار على نهجه الخلفاء الراشدين والصحابة رضي الله عنهم
    ويجب على الإداري المسلم يحرص على نشر الإسلام في جميع بقاع الأرض، وأن يعم به جميع البشر، ومما يؤسف له أننا نعيش متقوقعين على أنفسنا، والمفترض أن نحرص على الانفتاح على حضارات العالم في إطار الشريعة الإسلامية، والعمل في نفس الوقت على نشر مبادئ الإدارة الإسلامية بما يخدم تقدم الإنسانية.
      ويتعيّنُ علينا -كمسلمين -العودة إلى الشريعة الإسلامية في جميع شؤون حياتنا وتركيز على المفهوم الإجرائي والتطبيقي لهذا المفهوم، وربطه بالنماذج والمواقف القيادية العملية للقادة.
    ويلزم الإداري المسلم التعامل مع مرؤوسيه على أساس الأخوة قبل أن يكونوا مرؤوسين.
      ومن المشاهد الجديرة بالتأمل ما نلاحظه عند المسجد الحرام عندما تكثر أعداد المصلين _ كما يحدثُ في ليلة السابع والعشرين من رمضان عندما تقام الصلاة، وفي ثواني قليلة نشاهد من الدقة في التنظيم والانضباط، والتساوي في الصفوف؛ وهذا نابع من خصائص ومميزات الشريعة في التنظيم الإداري. إن التأمل في الشريعة الإسلامية تعزز لدى الإنسان قوة كامنة أو قدرة على تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى.
    وذلك يتأتى من التأثير العقدي وأثره في السلوك الإنساني. هذا يسمى المرتكز العقدي من المرتكزات الإدارية في الإسلام الذي يُعدّ أساساً ومدخلاً لدراسة الإدارة الإسلامية. وإن الإدارة في الإسلام   تقام على سبع مرتكزات العقدي، والمصدري، والمقاصدي، والمفاهيمي، والقيمي، والعناصري والوظيفي
    يأتي المرتكز العقدي في قاعدة الهرم لأهميتها ولأن العمل لا بد أن يكون منطلقا منها، ويجب على المسلم اتجاه العقيدة بوحدانية الله تعالى وتصدق النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا جازما لا يخالطها لا شك ولا ريب. وينبغي فهمها فهماً صحيحا وتفسيرها تفسيراً صحيحاً. والتعبير عنها بالأسلوب الصحيح. ممارسة ما بها من توجيهات بالأسلوب الصحيح وبالطريقة الكلية الشاملة المتكاملة النقية. ومفهوم العقيدة هو وحدانية الله تعالى والخلافة في الأرض وحمل الأمانة ومنهج الإسلام القويم كمنطلق للعملية الإدارية في الإسلام. يجب تفعيل وتأسيس العقيدة. العملية الإدارية الإسلامية. وهناك كثير من المواقف الدالة على أهمية الجانب العقدي في السلوك سواء في القرآن الكريم أو في السنة النبوية. ومن ذلك قصة صخرة الغار والثلاثة .... الدالة على عظم أثر الدعاء.
      ومن أجدى وسائل وأساليب ترسيخ العقيدة (الحوار والإقناع)، ومن أمثلة ذلك قوله الله تعالى في صفة إبراهيم﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾26 سورة البقرة
   مفهوم المرتكز العقدي معرفة وفهم العقيدة الإسلامية، وليس المقصود هو المعرفة التقليدية، بل ترجمة هذا الفهم إلى تفعيل إجرائي في سلوكيات الأفراد، وأيضاً تستمد من القواعد الفقهية التي تستعمل في الإدارة، مثل (لا ضرر ولا ضرار) وغيرها وكيفية توظيفها في الإدارة).  ومن ثم إصلاح أوضاع المجتمع الإسلامي في جميع مجالات وميادين الحياة.
إن العقيدة متمثلة في كل ما يدور في فلك هذا الكون الإيمان بعالم الغيب يثبت ويحفز فينا الجانب العقدي كل ما في الكون مما له صلة بالجانب العقدي يمثل لنا نور في علم الإدارة حتى في ذواتنا.  قال تعالى﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾آية رقم 21 سورة الذاريات فهم جزئية من جزئيات الجانب العقدي الشامل والكامل كل منشط من مناشط الحياة يجب أن يكون مصدره ومحركه العقيدة الإسلامية
    العقيدة لها عنوان، ولها هدف، ولها موضوع، وولها سبيل إلى التحقيق.
موضوعها لا إله إلا الله هدفها الأعلى تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى. يقول الله تعالى﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾أية رقم 56 سورة الذاريات وقوله تعالى.﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾آية رقم 162 سورة الأنعام
موضوعها الأمة الإسلامية ومكونها الأساسي الإنسان، وفي هذا المكون الأساسي جزئيتان لا تجتمعان أو تظهران إلا في العقيدة الإسلامية، وهما: العبودية والسيادة. ومن ذلك قول الله تعالى﴿ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾آية رقم 55 سورة النور
 سبيل تحقيقها: متمثّلة في كتاب الله عزّ وجل، وسنة نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد قال الشيخ الألباني صحيح
   ثم المرتكز المصدري -أي مصادر الشريعة الإسلامية القرآن الكريم والسنة النبويّة المطهرة، والإجماع، والاجتهاد، والقياس، والاستحسان والمصالح المرسلة -حيث ينبغي تفعيل هذه المصادر بطريقة إجرائية وعملية وليس نظرية، وتُترجم إلى حياة نابضة بالحركة والسلوك الملموس في حياتنا.
    ومما يميز العقيدة ثبوت المصدر عبر الزمان وهذا دليل اعجاز للبشر يقول الله تعالى﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ ﴾آية رقم 10 سورة الحجر
  ثم المرتكز المقاصدي أي مقاصد الشريعة (الضروريات والحاجات والتحسينات) والتي لم يُفهم كثرٌ منها بالطريقة الصحيحة في عصرنا الحاضر. تعريف المقاصد في الاصطلاح وهي كما جاءت في مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى(1402هــ) العدد 6: الغايات والأهداف والنتائج والمعاني التي أتت بها الشريعة الغراء، وأثبتتها الأحكام الشرعية، وسعت إلى تحقيقها وإيجادها والوصول إليها في كل زمان ومكان.

. ومن الأمثلة على وجودها في القرآن الكريم: قوله تعالى﴿ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾آية رقم 185 سورة البقرة. وقوله الله تعالى﴿. مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾آية رقم 6 سورة المائدة.   وقول الله تعالى﴿. وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ   ... ﴾78 سورة الحج
المقاصد الخمسة وهي حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال هناك ثلاثة أقسام رئيسة لمقاصد الشريعة اعتبار المصالح التي جاءت بحفظها، وهي الضروريات والحاجيات والتحسينات
  ثم المرتكز المفاهيمي أممية الهد إنسانية المقصد مبني على المرتكزات السابقة، فهي عملية متراكمة وممتزجة بتناغم. عندما يسبح الذهن في هذا الكون الفسيح وهو يستهدي بهدي كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فإنه يستنتج وحدة الخالق  سبحانه ومنها قول الله تعالى ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾  آية رقم 44 سورة الإسراء وقوله تعالى ﴿ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴾ آية6 رقم سورة الرحمن, وقول الله تعالى ﴿ ..غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ آية رقم 6 سورة التحريم إن الله تعالى جعل لنا هدفاً واحداً يتفرع عنه عدد لا نهائي من الأهداف  ,قال تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ ٥٦ سورة الذريات وهذا الهدف يمثل الرؤية الواضحة في جميع شؤون حياتنا , وتنتظم وفق جميع أقوالنا وأفعالنا . إنسانية المقصد إن أحكام الشريعة الإسلامية يُقصد بها جميع الناس المسلمين وغيرهم. قال تعالى﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾آية رقم ٢٨ سورة سبأ، أممية الهدف قال الله تعالى:﴿ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ﴾
    أخوية التوجه فالشريعة الإسلامية تدعو إلى زيادة الروابط إلى درجة الأخوة ... قال تعالى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ﴿ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾آية رقم 10 سورة الحجرات. وقال صلى الله عليه وسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه. جسدية المضمون: قال صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى)) أخرجه البخاري ومسلم.
    وعليه فإنه يلزم الإداري المسلم التعامل مع مرؤوسيه على أساس الأخوة قبل أن يكونوا مرؤوسين. معيارية المقياس: أي في ضبط العلاقات؛ قال تعالى﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾آية رقم ١٣سورة الحجرات تكاملية المبنى: أي النظر إلى الكون والحياة والناس كوحدة متكاملة لا انفصام بينها، قال تعالى﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾آية رقم 162 سورة الأنعام
 والمفهوم التكاملي الصحيح عن الحياة والكون والإنسان. فالإسلام يعطي تصورا واضحة للكون والحياة
ثم المرتكز القيمي ويتضمن مجموع القيم العليا والمبادئ المثلى في الشريعة الإسلامية مما يتعلق بالجانب الإداري؛ ومن ذلك﴿ لا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا .... ۚ ﴾286 سورة البقرة. وقوله تعالى﴿. يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ... ﴾آية رقم 185 سورة البقرة ويقول الله تعالى﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾﴿ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾آية رقم 5،6 من سورة الشرح إشارة إلى قضية التيسير في العمل الإداري والبعد عن المركزية. وقيمة الكرامة واحترام الإنسان يقول الله تعالى﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ... ﴾آية رقم 70سورة الإسراء وهناك قيم كثيرة منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر الأمانة ــ الصبر ـ الشورى ـ الشكرــ العدل...
   ثم المرتكز العناصري ويشمل العناصر المكونة للعملية الإدارية وهي والإنسان والعمل والمنظمة. والإسلام يجعل من تلك العناصر تعمل في وفاق وانسجام وتكامل بحيث لا تخالف أمر الله تعالى الذي في مخالفته ضررا على الإنسانية بشكل عام بحيث يكون يحفظ كرامة الإنسان ويعمل وفق شريعة الله ولا يكلف ما لا يطيق ومناقشة وتفسير العمل في إطار الشريعة الإسلامية بحيث يكون عملاً شرعياً لا يناقضها المنظمة لا بد أن تكون وفق الشريعة الإسلامية بحيث لا نسمح بإنشاء مصانع للخمر على سبيل المثال. لأنها خرجت عن إطار الشريعة الإسلامية.
    ثم المرتكز الوظيفي ويشمل وظائف الإدارة من تخطيط وتنظيم، وتوجيه وتنسيق ورقابة. .... وكل ما يتطرق إليه علم الإدارة من أنماط ومهارات. المرتكز: الوظيفي التخطيط. التنظيم. التوجيه. التنسيق. التقويم أو الرقابة.
والإسلام يقسم تلك المرتكزات إلى مدخلات ويتكون من ثلاثة مرتكزات وهي: المرتكز العقدي والمرتكز المصدري والمرتكز: المقاصدي. والقسم الثاني العمليات: وتشمل مجموعة العمليات المختلفة لبلورة تصور عام للكينونة التي تكون عليها الآمة الإسلامية. ثم القسم الثالث المخرجات وهي المرتكز المفاهيمي والمرتكز: القيمي المرتكز: العناصري والمرتكز: الوظيفي.
    التعرف على العملية الإجرائية في بلورة المرتكزات المتعلقة بالمدخلات عقدي مقاصدي المصادري. وتحقيق دورها في تكوين مخرجات العملية الإدارية في الإدارة الإسلامية المفاهيمي القيمي العناصري الوظيفي.
    والتعرف على الكيفية التي تبلورت فيها مرتكزات المخرجات من خلال ما تم في مدخلات العملية الإدارية وكيف اكتملت تلك المرتكزات وأصبحت نوراً للإدارة الإسلامية وذلك من خلال التطرق للآتي: أ ـ مرحلة التكوين. ب ـ مرحلة التطبيق. ج ـ مرحلة الانتشار تقوم فرديا أكثر منه جماعيا.   
    والتعرف على الطرق التي استفادت منها الحضارات المختلفة من إنجازات بعضها البعض. والاستفادة من تلك الطرق في وضع تصور عام لنا للمضي قدماً للاستفادة مما هو موجود في وضع الحضارات المختلفة حاضرها ومستقبلها في الوصول إلى إدارة إسلامية تنبع من الإسلام.
    والتعرف على الطريقة والأسلوب المناسبين للاستفادة من الأهداف السابقة لوضع مرجعية عامة لممارسة إدارة إسلامية نعمل بها ونفيد بها بقية المجتمعات.
     إن التأمل والتمعن في القرآن الكريم والسنة المطهرة تعزز لدى الإنسان فهمه للعقيدة الإسلامية، وتحوّل هذه العقيدة إلى قوة كامنة أو قدرة على تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى.

 من خلال عرض مختصر عن المرتكزات الإدارية التي تبنى من خلالها الإدارة في الإسلام يتضح لكل متأمل أن الفشل الإداري الذي يصيب المسلمين هو تقاعسهم وعدم أخذهم عن أسباب القوة والمنعة التي تمدها الشريعة الغراء للناس كافة يقول الله تعالى﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾آية رقم ١٠٧ سورة الأنبياء.

الخميس، 4 يونيو 2015

الاستضاءة من آية كريمة في قول الله تعالى ( خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ )


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
أسم السورة الكريمة التي وردت بها هذه الآية الكريمة سورة المطففين مدنية عكرمة عن ابن عباس قال لما قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله (ويل للمطففين) فحسنوا الكيل بعد ذلك.
رقم الآية الكريمة 26.
وتفسيرها فإن التنافس في الشيء هو الرغبة فيه، والمغالاة في طلبه والتزاحم عليه، كذا قال ابن جرير في تفسيره والمراد بقوله وفي ذلك: هو النعيم، أو الرحيق كما قال البيضاوي، وقال السعدي ـ رحمه الله: وفي ذلك النعيم المقيم الذي لا يعلم حسنه ومقداره إلا الله فليتنافس المتنافسون أي يتسابقوا في المبادرة إليه بالأعمال الموصلة إليه، فهذا أولى ما بذلت فيه نفائس الأنفاس وأحرى ما تزاحمت للوصول إليه فحول الرجال.

لو تأملنا الصورة رقم 1 لو جدنا التسابق ليس محصورا في عمل واحد ولكن في أعمال كثيرة. والصورة رقم 2 إن التنافس ليس له سن معين يدخل فيه الصغير والكبير. 
نتيجة بحث الصور عن وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
مربع رقم 2
مربع رقم 1
        

السبت، 30 مايو 2015

القيم والتوجيهات الإدارية من الجزء الأول من القرآن الكريم



كتبه الفير لله محمد بن علي أحمد آل سويحل العمري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين نبينا محمد ابن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين. أما بعد،،،،، فقد أخترت الجزء الأول من سورة البقرة لاستخراج القيم الإدارية منها وقد بدأ الجزء الأول المبارك بقول الله تعالى﴿ الم ﴾الآية رقم 1 من سورة البقرة إلى قوله تعالى﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾الآية رقم 141 سورة البقرة وسوف أقوم باستخراج التوجيهات والقيم الإدارية وسأعتمد في كتابة المعاني الإجمالية من تفسير ابن كثير في كتابه في التفسير  تفسير القرآن العظيم وتفسير عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي في كتابه تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان وتفسير محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي في كتابه في التفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن.  وما توفيقي إلا بالله سبحانه


رقم الآية
الآية الكريمة
المعنى الإجمالي للآية الكريمة
القيمة والتوجيه الإداري المستخرج من النص المبارك
6
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾
 يقول السعدي (1420ه) أن الذين كفروا، أي: اتصفوا بالكفر، وانصبغوا به، وصار وصفا لهم لازما، لا يردعهم عنه رادع، ولا ينجع فيهم وعظ، إنهم مستمرون على كفرهم، فسواء عليهم أأنذرتهم، أم لم تنذرهم لا يؤمنون، وحقيقة الكفر: هو الجحود لما جاء به الرسول، أو جحد بعضه، فهؤلاء الكفار لا تقيدهم [ص:42] الدعوة إلا إقامة الحجة، وكأن في هذا قطعا لطمع الرسول صلى الله عليه وسلم في إيمانهم، وأنك لا تأس عليهم، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات. (ص 41 ال جزء1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
إن هذه الآية الكريمة فيها توجيه إداري وهو بيان العوائق في تنفيذ القرارات الإدارية بحيث تمكن الإداري المسلم معرفة بعض الإسبان في عدم تنفيذ القرارات وهي التعنت بعض العاملين حتى لا يلوم نفسه ويؤدي ذلك إلى الفتور وأن عدم وضوح الاتصال يؤدي تعطيل القرارات وانعدام الثقة بين افراد العاملين 
11
﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴾
يقول السعدي (1420هـ) إذا نهي هؤلاء المنافقون عن الإفساد في الأرض، وهو العمل بالكفر والمعاصي، ومنه إظهار سرائر المؤمنين لعدوهم وموالاتهم للكافرين {قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} فجمعوا بين العمل بالفساد في الأرض، وإظهارهم أنه ليس بإفساد بل هو إصلاح، قلبا للحقائق، وجمعا بين فعل الباطل واعتقاده حقا، وهذا أعظم جناية ممن يعمل بالمعصية، مع اعتقاد أنها معصية فهذا أقرب للسلامة، وأرجى لرجوعه
(ص43 الجزء رقم 1)
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
عملية التنظيم الإداري إن الهدف من التنظيم الإداري منع الفساد الإداري والدعوة إلى الإصلاح. فالقيمة الإدارية هنا عدم الفساد وأن الصلاح ليس بالدعوى والقول وإنما بالأفعال
14
﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾
 يقول السعدي (1420) نهم إذا اجتمعوا بالمؤمنين، أظهروا أنهم على طريقتهم وأنهم معهم، فإذا خلوا إلى شياطينهم -أي: رؤسائهم وكبرائهم في الشر -قالوا: إنا معكم في الحقيقة، وإنما نحن مستهزءون بالمؤمنين بإظهارنا لهم، أنا على طريقتهم، فهذه حالهم الباطنة والظاهرة، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. (ص 43 الجزء رقم 1)
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
هذا الآية تربي الإداري المسلم على المراقبة الذاتية من الله تعالى المستمرة وكما هو معروف إن مهمة الإداري غرس مبدأ المراقبة في العامليين.
30
﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾
 يقول الشنقيطي (1415 ه) رحمه أن المراد بالخليفة: الخلائف من آدم وبنيه لا آدم نفسه وحده. كقوله تعالى:﴿ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾[البقرة: 30].
ومعلوم أن آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ليس ممن يفسد فيها ولا ممن يسفك الدماء، وكقوله:﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ﴾[فاطر: 39]، وقوله:﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ ﴾[الأنعام: 165]، ويمكن الجواب عن هذا بأن المراد بالخليفة آدم، وأن الله أعلم الملائكة أنه يكون من ذريته من يفعل ذلك الفساد، وسفك الدماء. فقالوا ما قالوا، وأن المراد بخلافة آدم الخلافة الشرعية، وبخلافة ذريته أعم من ذلك، وهو أنهم يذهب منهم قرن ويخلفه قرن آخر
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
(الجزء 1 ص 21)


لقد اشارت الآية السابقة إلى موضوع الكرامة الإنسانية باعتبار الإنسان خليفة في هذه الأرض. واستنتاج المفهوم العام للآية السابقة في مجال التنظيم الإداري يمكن للمتأمل لهذه الآية التوصل إلى الآتي وجود الرقابة الفعالة الأخذ بمبدأ الأجر والمكافأة تحقيق الأمن الوظيفي للأفراد حاضرا ومستقبلا ضرورة القناعة بالتنظيم والتسليم له والاخلاص والإتقان في تنفيذه
38
﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
 يقول ابن كثير (الطبعة: الثانية 1420هـ) يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَمَّا أَنْذَرَ بِهِ آدَمَ وَزَوْجَتَهُ وَإِبْلِيسَ حَتَّى (1) أَهْبَطَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، وَالْمُرَادُ الذُّرِّيَّةُ: أَنَّهُ سَيُنْزِلُ الْكُتُبَ، وَيَبْعَثُ الْأَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ؛ كَمَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: الهُدَى الْأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ وَالْبَيَانُ، وَقَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّان: الْهُدَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الْحَسَنُ: الْهُدَى الْقُرْآنُ. وَهَذَانَ الْقَوْلَانِ صَحِيحَانِ، وَقَوْلُ أَبِي الْعَالِيَةِ أعَمّ.
{فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ} أَيْ: مَنْ أَقْبَلَ عَلَى مَا أَنْزَلْتُ بِهِ الْكُتُبَ وَأَرْسَلْتُ بِهِ الرُّسُلَ {فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} أَيْ: فِيمَا يَسْتَقْبِلُونَهُ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ {وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (ص 240 الجز 1) تفسير القرآن العظيم
إن الأمر من الله تعالى بالهبوط كان لحكمة من الله تعالى محكمة متمثلة في هذه الكلمة الجامعة (هدى) يجب الالتزام في تحقيق الأمن في المستقبل وعدم الحزن على ما فات في الماضي، وهذا يرشدنا إلى أن نجاح عملية التخطيط يتوقف على الالتزام بها. ويجب على المسلم أن يكون أن يخطط لما يكون عليه الأمر ولكن يكون متفائل وهذا ما يجب أن يكون عليه القائد والمسلم يتحلى بالتفاؤل لأنه يعتقد أن في طاعة الله تعالى هدى خير عظيم لمن أمتثل أمره سبحانه.
42
﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
يقول السعدي (1420هـ) فنهاهم عن شيئين، عن خلط الحق بالباطل، وكتمان الحق؛ لأن المقصود من أهل الكتب والعلم، تمييز الحق، وإظهار الحق، ليهتدي بذلك المهتدون، ويرجع الضالون، وتقوم الحجة على المعاندين؛ لأن الله فصل آياته وأوضح بيناته، ليميز الحق من الباطل، ولتستبين سبيل المهتدين من سبيل المجرمين، فمن عمل بهذا من أهل العلم، فهو من خلفاء الرسل وهداة الأمم. (ص50 الجزء 1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان


يستفاد من هذه الآية الكريمة هو توجيه إداري بحيث يمتلك القدرة على اكتشاف التزوير والفساد في العمل وذلك من التمكن من العلم الذي من خلاله يستطيع الإداري الكشف على الفساد والتلبيس
44
﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾
يقول السعدي (1420ه ط1) لم تقولون الخير وتحثون عليه، وربما تمدحتم به وأنتم لا تفعلونه، وتنهون عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه، وأنتم متلوثون به ومتصفون به.
فهل تليق بالمؤمنين هذه الحالة الذميمة؟ أم من أكبر المقت عند الله أن يقول العبد ما لا يفعل؟ ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس إليه مبادرة، وللناهي عن الشر أن يكون أبعد الناس منه، قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} وقال شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه}. (ص858 الجزء الأول) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
من المبادئ التي تقوم عليها عملية التوجيه الإداري
القدوة الحسنة والنمذجة التصحيحية ونكران الذات: من قبل القادة على
اختلاف مستوياتهم
الحكمة والتعقل في مخاطبة المرؤوسين أثناء عملية التوجيه.
من معوقات عملية التوجيه
دعم الثقة المتبادلة بين الرئيس ومرؤوسيه ورفع الروح المعنوية لديهم ودعم الروح الجماعة بينهم في تأدية العمل 
من الشروط الواجب توفرها في القائد:
(القدوة الحسنة) ويتضح مما تقدم أن للقيادة ثلاثة أركان وهي: وجود جماعة من الناس. وجود شخص معين له القدرة في التأثير على الآخرين 
48
﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا .... ﴾
 يقول السعدي (1420هـ) خوفهم بيوم القيامة الذي {لا تَجْزِي} فيه، أي: لا تغني {نَفْسٌ} ولو كانت من الأنفس الكريمة كالأنبياء والصالحين {عَنْ نَفْسٍ} ولو كانت من العشيرة الأقربين {شَيْئًا} لا كبيرا ولا صغيرا وإنما ينفع الإنسان عمله الذي قدمه. (ص 51 الجزء 1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
وبها استشعار إدارية وهي الرقابة من الداخل وأيضا تكون مستمرة وهي تصنع من الفرد المسئول والإداري الصالح  
49
﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾
يقول السعدي (1420ه ط1) هذا شروع في تعداد نعمه على بني إسرائيل على وجه التفصيل فقال: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} أي: من فرعون وملئه وجنوده وكانوا قبل ذلك {يَسُومُونَكُمْ} أي: يولونهم ويستعملونهم، {سُوءَ الْعَذَابِ} أي: أشده بأن كانوا {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ} خشية نموكم، {وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} أي: فلا يقتلونهن، فأنتم بين قتيل ومذلل بالأعمال الشاقة، مستحيي على وجه المنة عليه والاستعلاء عليه فهذا غاية الإهانة، فمن الله عليهم بالنجاة التامة وإغراق عدوهم وهم ينظرون لتقر أعينهم.
{وَفِي ذَلِكم} أي: الإنجاء {بَلاءٌ} أي: إحسان {مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} فهذا مما يوجب عليكم الشكر والقيام بأوامره.
 (ص553 الجزء الأول) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
ويستنتج من ذلك
انماط القيادة:
القيادة القهرية: وهي نمط من انماط القيادة له جذور تاريخية
ولازال قائما حتى الآن مع الفارق النسبي من حيث الممارسة وتغيير المسمى، ولعل ما يتفق مع ذلك النمط العصر الحاضر ما يسمى بالقيادة الديكتاتورية أو التسلطية
55
﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّـهَ جَهْرَةً .... ﴾
يقول السعدي (1420هـ) وهذا غاية الظلم والجراءة على الله وعلى رسوله، {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ} إما الموت أو الغشية العظيمة، {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} وقوع ذلك، كل ينظر إلى صاحبه (ص52 الجزء 1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
فيها توجيه إداري وهو معرفة نوع من أنواع الشخصية المتشائمة وهذه لا تصلح أن تكون قائدة وأيضا قيمة إدارية هو عدم التعنت والتعسف في فهم القرارات وتنفيذها
60
﴿ وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّـهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾

يقول السعدي (1420ه ط1) تسقى، أي: طلب لهم ماء يشربون منه.
{فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ} إما حجر مخصوص معلوم عنده، وإما اسم جنس، {فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} وقبائل بني إسرائيل اثنتا عشرة قبيلة، {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ} منهم {مَشْرَبَهُمْ} أي: محلهم الذي يشربون عليه من هذه الأعين، فلا يزاحم بعضهم بعضا، بل يشربونه متهنئين لا متكدرين، ولهذا قال: {كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ} أي: الذي آتاكم من غير سعي ولا تعب، {وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ} أي: تخربوا على وجه الإفساد.
. (ص35 الجزء الأول) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
أهمية التأييد والمؤازرة وهي عمليه متبادلة بين القائد ومرؤوسيه، حيث أن الاستجابة من المرؤوسين لما يصدر من القيادة من إرشادات وتوجيها ت بمثابة تأييد   للقائد   ودعما له، ومن ناحية اخرى فإن
مشا ركة ا لقائد مع المرؤوسين سواء كان عمليا اثناء التوجيه وقيامه ببعض الأعمال في إطار عملية الإرشاد (إرشاد تنفيذي) وقد أ شارت الآية إلى الدعم والتأييد الحسي من قبل المولى عز وجل مع نبيه موسى عليه الصلاة والسلام.
67
68
69
70
﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّـهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ﴾  ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ﴾

يقول ابن عثيمين (الطبعة: الأولى، 1423 هـ) واذكروا يا بني إسرائيل إذ قال موسى لقومه، وإضافة "القوم" إليه لبيان أنه عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يقول لهم إلا ما فيه خير؛ لأن الإنسان سوف ينصح لقومه أكثر مما ينصح لغيرهم.
قوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}: قالها في جواب ذكره الله سبحانه وتعالى في أثناء القصة
{وإذ قتلتم نفساً فادَّارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون} [البقرة: 72] ؛ فقد قُتل منهم نفس فتخاصموا، وتدافعوا: كل يدعي أن هؤلاء قتلوه؛ حتى كادت تثور الفتنة بينهم؛ ولا حاجة بنا إلى أن نعلل لماذا قتل؛ أو لأي غرض؛ هذا ليس من الأمور التي تهمنا؛ لأن القرآن لم يتكلم بها؛ ولكن غاية ما يكون أن نأخذ عن بني إسرائيل ما لا يكون فيه قدح في القرآن، أو تكذيب له، فقالوا: لا حاجة إلى أن نتقاتل، ويُذهب بعضنا بعضاً؛ نذهب إلى نبي الله موسى، ويخبرنا من الذي قتله؛ فذهبوا إليه، فقال لهم: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} صدَّر الأمر من الله؛ لم يقل: آمركم، ولا قال: اذبحوا؛ بل قال: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} ؛ ليكون أعظم وقعاً في نفوسهم، وأدعى إلى قبوله، وامتثاله.
 (ص134 الجزء الأول): تفسير الفاتحة والبقرة
فن القيادة وكيفية التعامل مع النشاط الذي يمارسه القائد الإداري والأسلوب الامثل في مختلف مجالات العمل الإداري من إصدار للقرارات وإشراف وتوجيه ورقابه باستخدام السلطة الرسمية بهدف تحقيق الغايات التي تسعى إليها المنظمة.
وأيضا من القيم والتوجيهات الإدارية المستنبطة من هذه الآية الكرية هو وجوب الاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع وأيضا داخل المنظمة وفيها عدم استهزاء من يقوم بالنصح والإرشاد.
83
﴿ ... وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا... ﴾
يقول السعدي (1420ه)
ثم أمر بالإحسان إلى الناس عموما فقال: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} ومن القول الحسن أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وتعليمهم العلم، وبذل السلام، والبشاشة وغير ذلك من كل كلام طيب.
(ص57 الجزء رقم 1)
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
من القيم الإدارية هي مخاطبة الآخرين بالحسنى والصدق واللين بكل وسائل المخاطبة المتاحة وهذا ما يجب أن يتحلى به الإداري المسلم من استخدام الأسلوب الليين وتأليف القلوب وهذا المعنى والقيمة الإدارية المستخرجة من هذ الآية الكريمة
104
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ ......﴾
يقول السعدي (1420هـ) أي: راع أحوالنا، فيقصدون بها معنى صحيحا، وكان اليهود يريدون بها معنى فاسدا، فانتهزوا الفرصة، فصاروا يخاطبون الرسول بذلك، ويقصدون المعنى الفاسد، فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة، سدا لهذا الباب، ففيه النهي عن الجائز، إذا كان وسيلة إلى محرم، وفيه الأدب، واستعمال الألفاظ، التي لا تحتمل إلا الحسن، وعدم الفحش، وترك الألفاظ القبيحة، أو التي فيها نوع تشويش أو احتمال لأمر غير لائق، فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن فقال: {وَقُولُوا انْظُرْنَا} فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور، {وَاسْمَعُوا} لم يذكر المسموع، ليعم ما أمر باستماعه
(ص 61 الجزء رقم 1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
من القيم الإدارية المستفادة من هذه الآية الكريمة تجب الأسلوب القاسي والفاحش في الخطاب الإداري واستبدالها بالأسلوب الحسن في المخاطبة والابتعاد عن الكلام الذي قد يساء فهمه وقد يؤدي إلى التوتر الإداري وسوء العلاقات داخل المنظمة
106
﴿ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
لنسخ: هو النقل، فحقيقة النسخ نقل المكلفين من حكم مشروع، إلى حكم آخر، أو إلى إسقاطه، وكان اليهود ينكرون النسخ، ويزعمون أنه لا يجوز، وهو مذكور عندهم في التوراة، فإنكارهم له كفر وهوى محض.
فأخبر الله تعالى عن حكمته في النسخ، وأنه ما ينسخ من آية {أَوْ نُنْسِهَا} أي: ننسها العباد، فنزيلها من قلوبهم، {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} وأنفع لكم {أَوْ مِثْلِهَا}.
فدل على أن النسخ لا يكون لأقل مصلحة لكم من الأول؛ لأن فضله تعالى يزداد خصوصا على هذه الأمة، التي سهل عليها دينها غاية التسهيل.
وأخبر أن من قدح في النسخ فقد قدح في ملكه وقدرته
فيها توجيه إداري على قوة الالتزام في تنفيذ القرارات وعدم التمسك بالقرارات التي لا تعد مناسبة وهي تعطي مرونة للإداري المسلم في اتخاذ القرارات وتكون صالحة للأفراد ومن هذا الآية الكريمة نستفيد قيمة إدارية وهي المرونة والتماس حاجة الناس.
111
﴿ وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾
قال القاسمي (الأولى -1418 هـ) وَقالُوا أي أهل الكتاب من اليهود والنصارى لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى نشر لما لفّته الواو في وَقالُوا، واليهود جمع هائد، كعوذ جمع عائذ. وقرئ (إلا من كان يهوديا أو نصرانيا). تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ جملة معترضة مبينة لبطلان ما قالوا. والأمانيّ جمع أمنية وهي ما يتمنى. كالأعجوبة والأضحوكة.
فإن قيل: قوله لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ أمنية واحدة، فلم قال: أمانيهم؟ أجيب: بأن الجمع باعتبار صدوره عن الجميع. وأجاب صاحب الانتصاف بأنهم لشدة تمنيهم لهذه الأمنية ومعاودتهم لها وتأكدها في نفوسهم، جمعت. ليفيد جمعها أنها متأكدة في قلوبهم، بالغة منهم كل مبلغ، والجمع يفيد ذلك، وإن كان مؤداه واحدا.
ونظيره قوله: معي جياع. فجمعوا الصفة. ومؤداها واحد، لأن موصوفها واحد، تأكيد لثبوتها وتمكنها. وهذا المعنى أحد ما روي في قوله تعالى: إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ [الشعراء: 54] فإنه جمع (قليلا) وقد كان الأصل إفراده فيقال (لشرذمة قليلة) كقوله تعالى كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ [البقرة: 249] لولا ما قصد إليه من تأكيد معنى القلة بجمعها. ووجه إفادة الجمع في مثل هذا للتأكيد، أن الجمع يفيد بوضعه الزيادة في الآحاد، فنقل إلى تأكيد الواحد، وإبانة زيادته على نظرائه، نقلا مجازيا بديعا، فتدبر هذا الفصل فإنه من نفائس صناعة البيان. والله الموفق قُلْ
(ص 375 الجزء 1) محاسن التأويل
القدرة على الجدل البرهان
إن تلك الصفة السابقة ترفع من مهابة القائد وقدره واحترامه لدى الآخرين من مرؤوسين وغيرهم وتزيد من قناعتهم وقبولهم القياد ته وتوجيهاته.

112
﴿ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
 يقول السعدي (1420هـ) أي: ليس بأمانيكم ودعاويكم، ولكن {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} أي: أخلص لله أعماله، متوجها إليه بقلبه، {وَهُوَ} مع إخلاصه {مُحْسِنٌ} في عبادة ربه، بأن عبده بشرعه، فأولئك هم أهل الجنة وحدهم.
{فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} وهو الجنة بما اشتملت عليه من النعيم، {وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} فحصل لهم المرغوب، ونجوا من المرهوب
( ص63 الجزء 1 ) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
في هذا الآية الكريمة مبدأ وقيمة إدارية وهي الامن الوظيفي وتوجيه إداري بالمكافئة بالمثل وفيها مبدأ وقيمة إدارية رفيعة وهي الإخلاف وأيضاً قيمة الاتقان في العمل
124
﴿ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾
يقول السعدي(1420ه) يخبر تعالى، عن عبده وخليله، إبراهيم عليه السلام، المتفق على إمامته وجلالته، الذي كل من طوائف أهل الكتاب تدعيه، بل وكذلك المشركون: أن الله ابتلاه وامتحنه بكلمات، أي: بأوامر ونواهي، كما هي عادة الله في ابتلائه لعباده، ليتبين الكاذب الذي لا يثبت عند الابتلاء والامتحان من الصادق، الذي ترتفع درجته، ويزيد قدره، ويزكو عمله، ويخلص ذهبه، وكان من أجلِّهم في هذا المقام، الخليل عليه السلام.
فأتم ما ابتلاه الله به، وأكمله ووفاه، فشكر الله له ذلك، ولم يزل الله شكورا فقال: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} أي: يقتدون بك في الهدى، ويمشون خلفك إلى سعادتهم الأبدية، ويحصل لك الثناء الدائم، والأجر الجزيل، والتعظيم من كل أحد.
وهذه -لعمر الله -أفضل درجة، تنافس فيها المتنافسون، وأعلى مقام، شمر إليه العاملون، وأكمل حالة حصلها أولو العزم من المرسلين وأتباعهم، من كل صديق متبع لهم، داع إلى الله وإلى سبيله.
فلما اغتبط إبراهيم بهذا المقام، وأدرك هذا، طلب ذلك لذريته، لتعلو درجته ودرجة ذريته، وهذا أيضا من إمامته، ونصحه لعباد الله، ومحبته أن يكثر فيهم المرشدون، فلله عظمة هذه الهمم العالية، والمقامات السامية.
فأجابه الرحيم اللطيف، وأخبر بالمانع من نيل هذا المقام فقال: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} أي: لا ينال الإمامة في الدين، من ظلم نفسه وضرها، وحط قدرها، لمنافاة الظلم لهذا المقام، فإنه مقام آلته الصبر واليقين، ونتيجته أن يكون صاحبه على جانب عظيم من الإيمان والأعمال الصالحة، والأخلاق الجميلة، والشمائل السديدة، والمحبة التامة، والخشية والإنابة، فأين الظلم وهذا المقام؟
ودل مفهوم الآية، أن غير الظالم، سينال الإمامة، ولكن مع إتيانه بأسبابها.
ثم ذكر تعالى، نموذجا باقيا دالا على إمامة إبراهيم، وهو هذا البيت الحرام الذي جعل قصده، ركنا من أركان الإسلام، حاطا للذنوب والآثام.
. (ص65 الجزء الأول) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
وجوب اختيار أهلية للقائد وأن الظلم والجور يسقط الإمامة ولهذا اشترطوا الفقهاء رحمهم الله العدالة للإمام.
ومن هنا يتبين للإداري المسلم أن الكفاءة في الاختيار والتنصيب ولا يعتمد الأمر على النسب ولا المحسوبية فالمتأمل للآية الكريمة سقوط الإمامة على من سقت أهليته وإن عز نسبه. وهذا الأمر يمثل صورة من صور العدل في الإسلام وأيضاً يعتبر قيمة إدارية عليا أعطى الإسلام لها مجال كبير كما تستحق